كشفت صحيفة “الاخبار” الى انه عقد أمس الجمعة “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” ندوة عبر تطبيق «Zoom» حملت عنوان “ديناميات حزب الله والشيعة وانتخابات لبنان: التحدّيات والفرص والتداعيات السياسية”.
وقد أدار الندوة مدير المعهد روبرت ساتلوف، وشارك فيها كل من حنين غدار الباحثة في المعهد، وبشار حيدر أستاذ الفلسفة في الجامعة الأميركية في بيروت، إلى جانب ديفيد شينكر، الباحث العائد إلى “معهد واشنطن” منذ كانون الثاني 2021، بعدما شغل لعامين منصب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى. تناوب المشاركون على الحديث في الندوة التي استمرّت لحوالي ساعة و20 دقيقة، قدّم خلالها كل من حيدر وغدار رؤيتَيهما عن بيئة حزب الله وما ستحمله الانتخابات من نتائج متوقّعة.
وأشارت الصحيفة الى ان “شينكر بدأ في مداخلته باستعراض أداء إدارات الرئيس جورج بوش الابن ثم باراك أوباما، وصولاً إلى دونالد ترامب، معتبراً أنّ الأول كان الأكثر استعداداً لـ”استغلال الفرص الحيوية ضد حزب الله” عندما انحازت إدارته لأجندة فريق 14 آذار بعد اغتيال رفيق الحريري في عام 2005.
لكن شينكر اتّهم إدارة أوباما بأنّها “ألغت برامج في لبنان كانت قائمة مع شخصيات شيعية مناهضة لحزب الله، الأمر الذي جعل الضغوط على حزب الله تتلاشى”، واعتبر إن أوباما فعل ذلك بحجة التوجّه حينها للتوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران.
وأشار شينكر الى ان “إدارة ترامب كانت تملك استراتيجية متعدّدة الأوجه”، متحدّثاً عن “أنشطة عديدة”. أوّلاً والأهم، بحسب شينكر، محاولة “منع حصول حزب الله على المداخيل المالية”.
وأوضح شينكر انه “فرضنا عقوبات على مؤسسات حزب الله المالية، كبنك الجمّال. وكنّا حريصين على مزامنة ذلك مباشرة بعد قيام وكالة موديز للتصنيف الائتماني بخفض تصنيف لبنان، وفي اليوم التالي أعلنّا فرض العقوبات على بنك الجمّال، لكن كنّا نحن من يقف خلف قرار خفض تصنيف لبنان الائتماني”.
وأقرّ بأنّ واشنطن كانت تبحث عن الفرص السياسية، وهي رأت أنّ “هناك فرصة لهزيمة حزب الله كما في الانتخابات البلدية 2016” واستشهد شينكر بحالة “بيروت مدينتي” خلال الانتخابات البلدية، وقال إنّهم أرادوا “البناء على هذه التجربة”. لكن شينكر ادّعى بأنّ التوقّعات كانت متواضعة منذ البداية، وأضاف: “كنّا نؤكّد أنّ هذه منظّمة حزب الله ليست غير قابلة للهزيمة”.
وعن الاستثمار بخلق “قوى بديلة”، لفت شينكر، الى “اننا زرعنا رجال أعمال شيعة، وخلال توليَّ منصبي كمساعد لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى سافرت إلى لبنان مرتين أو ثلاث مرات، وفي كل المناسبات عقدتُ لقاء علانية على العشاء مع رجال أعمال شيعة معارضين لحزب الله”.
وعن توقّعاته للنتائج التي ستفرزها الانتخابات النيابية، اعتبر شينكر إنّه “على الرغم من الاحتجاجات التي حصلت عام 2019، والسخط الشعبي المتّسع في لبنان، لا أرى أنّ الانتخابات ستغيّر الوضع بشكل دراماتيكي”.
وبالنسبة مسألة الهجوم على التيار الوطني الحر و”تصويره على أنّه فاسد” من باب علاقته بحزب الله، اعتبر أنّه ليس من الواضح إن كان هذا الأسلوب سيؤثّر على خيارات القاعدة التصويتية المسيحية كما يراد لها، مبديا اسفه لان المعارضة منقسمة بشكل مريع، وتمتلئ بالقادة النرجسيين والشخصانيين الذين هم مهتمون أكثر بأن يتزعّموا أحزابهم، على أن يتوحّدوا للإطاحة بالنخبة الفاسدة”.
واشتكى شينكر من كثرة عدد المرشّحين المعارضين عندما قال متعجّباً: “هناك حوالي 100 حزب يترشّح في الانتخابات، الأحزاب المعتادة وأيضاً كل هذه الأحزاب الصغيرة، وأخمّن بأنهم سيأكلون بعضهم بعضاً ولن يربحوا ما يكفي من المقاعد لإحداث تحوّل في التوازن”.
وختم :”أنا شخصياً لست متفائلاً بهذه الانتخابات ولا أعتقد بأنّ على الإدارة الأميركية أن تراهن على هذه الانتخابات. هناك نظام معطّل في لبنان، والانتخابات بمثل قوانين انتخابية كهذه لن تصلحه بشكل واضح”.
قم بكتابة اول تعليق