وُجّهت أصابع الاتهام إلى المخابرات السعودية و الإماراتية بعد وقوع جرائم بحق معارضين لسياسة الدولتين ..
فقد وقعت جريمتان في وقت متقارب في مدينة لندن ، والمجني عليهما، المعارضة السعودية هدى العمري، التي عثر عليها منتحرة، والمعارضة الاماراتية الاء الصديق، التي قتلت في حادث سير، الامر الذي رجّح ان تكون المخابرات السعودية والامارتية مسؤولة عن هذه الجرائم ، نظرا للتاريخ الدموي لهذه الاجهزة ، التي تقوم بمطاردة المعارضين في جميع انحاء العالم، لا لإسكاتهم فقط بل ولتصفيتهم جسديا. ما يعيدنا الى جريمة الخاشقجي.
حيث تمّ تقطيع اوصال المعارض السعودي جمال خاشقجي في قنصلية السعودية في اسطنبول، على يد رجال المخابرات السعودية، وبأوامر من ولي العهد السعودي محمد بت سلمان ، بحسب ما يقال، والتي اثارت حينها الراي العام العالمي لبشاعتها وقسوتها، ولكيفية التخلص من المعارضين بطريقة لا تثير الشبهات، كما حصل مع هدى العمري و الاء الصديق.
وما يثير الشكوك أكثر الصمت المتعمد والمقصود الذي يلف الجريمتين رغم أنهما وقعتا في لندن، الامر الذي يثير الشكوك حول دور مخابرات غربية وكذلك دور للموساد الاسرائيلي، الذي بات ينسق ويعمل مع المخابرات السعودية والاماراتية، في عهد بن سلمان وبن زايد، لمعرفة هذه الاجهزة في التخلص من الذين تعتبرهم اعداء دون ان تثير اي شبهات حول الجرائم التي تنفذها والتي تبدو وكأنها حوادث طبيعية.
واللافت أن وسم “انتحار هدى العمري” تصدر قائمة الوسوم الأكثر تداولا بتويتر في السعودية، وكان واضحا نشاط الذباب الإلكتروني عبر الوسم وإبراز الشماتة بهدى العمري، الذي حاول الترويج، عبر هذا الوسم، لفكرة ان هذا هو مصير كل من لا يأتمر بأوامر محمد بن سلمان، في محاولة لإرهاب السعوديين وإخضاعهم لسياسة القطيع.
بعد ايام قليلة من حادث انتحار المعارضة هدى العمري المريب، قتلت المعارضة الاماراتية آلاء الصديق ، المديرة التنفيذية لمنظمة “القسط”، وهي منظمة رائدة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان في منطقة الخليج الفارسي، ومقرها بريطانيا، في حادث سيارة الأحد في أوكسفورد القريبة من لندن، بعد مأدبة عشاء احتفالا بعيد ميلادها.
ومن المعروف ان آلاء الصديق تعيش في المنفى في بريطانيا منذ بداية عام 2019، وهي ابنة الناشط الإماراتي محمد الصديق، الذي سجنته السلطات الإماراتية منذ عام 2012 بسبب مطالبه السلمية بالإصلاح السياسي في البلاد.
والمعروف ان بريطانيا، كانت في السابق لا تتسامح مع كل من يعارض الكيان الاسرائيلي، فقد قتل الرسام الفلسطيني ناجي العلي في لندن في وضح النهار، وفيها ايضا تم اختطاف عالم الذرة “الاسرائيلي” مردخاي فعنونو الذي كشف عن وجود سلاح نووي في الكيان الصهيوني ، وتم تسليمه الى “اسرائيل”، الا انه في الاوانة الاخيرة، لم تعد بريطانيا مكانا آمنا لمعارضي الانظمة الخليجية الرجعية، في السعودية والامارات والبحرين، بعد ان تبين ان زعماء هذه “الديمقراطيات الغربية” يأخذون الرشاوى من الملوك والامراء العرب، كما حصل مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، كما ان العالم كله شهد كيف إشترى ابن سلمان صمت الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب بنصف ترليون دولار، عن جريمة قتل خاشقجي.
قم بكتابة اول تعليق