عرّاب التحريض ومفجر شرارة العنف في “القدس” إيتمار بن غفير .. تعرف إليه

إيتمار بن غفير

خلْف كل مواجهات اندلعت مؤخراً في باب العامود أو المسجد الأقصى أو الشيخ جرّاح أو أم الفحم أو الخليل، يبرز اسم واحد وهو إيتمار بن غفير.

وبن غفير، المولود بالقدس الغربية عام 1976 لأم وأب من يهود العراق، معروف بمواقفه المتطرفة تجاه الفلسطينيين وهو من سكان مستوطنة كريات أربع المقامة على أراضي الخليل بجنوبي الضفة الغربية، حسب صفحته على موقع الكنيست (البرلمان الإسرائيلي).

ويشهد حي الشيخ جراح في القدس حالياً توتراً، بدأ مساء السبت أشعله بن غفير، بعد إعلانه نيته إقامة خيمة على أرض فلسطينية داخل الحي.

ونفذ بن غفير قراره مساء الأحد فأقام الخيمة، وقاد اقتحاماً للحي برفقة مستوطنين، ما تسبب في اندلاع مواجهات مع الفلسطينيين، أدت إلى إصابة 31 فلسطينياً واعتقال 12.

كما أشعل بن غفير توتراً مماثلا بالقدس، في مايو/أيار 2021، امتد ليشمل الضفة الغربية والمناطق العربية بإسرائيل، وتسبب في اندلاع جولة قتال بقطاع غزة، استمرت 11 يوماً.

برز اسم بن غفير في كل الأحزاب اليهودية المتطرفة بدءاً من موليدت، الذي دعا إلى تهجير المواطنين العرب من إسرائيل، مروراً بحزب كاخ المصنف إرهابياً بالقانون الإسرائيلي، وصولاً إلى حزب الصهيونية الدينية الذي أدخله إلى الكنيست في إبريل/نيسان 2021 بعد محاولات فاشلة.

وعندما بلغ سن 18 عاماً، أُعفي من الخدمة الإلزامية بالجيش الإسرائيلي، بسبب مواقفه اليمينية المتشددة.

وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في إبريل/نيسان 2018: “طوّر بن غفير سمعة كافية باعتباره محرضاً مراهقاً، ليُحرم من الخدمة في الجيش، وهي شارة العار التي يرتديها حتى يومنا هذا”.

ونقلت عن بن غفير قوله: “الجيش الإسرائيلي خسر، عندما لم يأخذني”.

درس بن غفير القانون، ولكنّ نقابة المحامين في إسرائيل رفضت طلبه العضوية، بسبب سجله الجنائي، ولكن بعد احتجاجات قادها بنفسها، سُمح له بالانتساب إلى النقابة.

ففي شهر يناير/كانون الثاني 2011، كتب موقع واللا الإخباري الإسرائيلي: “رفضت اللجنة المركزية لنقابة المحامين الإسرائيلية طلباً من الناشط اليميني إيتمار بن غفير للحصول على إذن للتخصص كمحام”.

وأضاف: “تخرج بن غفير من كلية الحقوق قبل نحو ثلاث سنوات (2008 آنذاك)، ولكن بما أن لديه سجلاً جنائياً لتورطه في مظاهرات وأنشطة لليمين المتطرف، فإنه مطالب بالحصول على موافقة اللجنة، قبل أن يتمكن من التخصص (كمحامٍ).. كان يوجد اعتراض قوي على السماح لبن غفير بالتخصص”.

ولكن في شهر يونيو/حزيران 2012، قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية: “اجتاز الناشط اليميني المتطرف امتحانات نقابة المحامين بعد صراع طويل”.

ومع حصوله على شهادة مزاولة المحاماة، برز بن غفير كمدافع عن عناصر اليمين المتشدد المتهمين بارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين، بما فيه جماعة لاهافا اليمينية المتهمة بتنفيذ هجمات ضد فلسطينيين.

وبدورها، أشارت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في إبريل/نيسان 2018، إلى أن “قائمة موكليه، كمحام، شملت المشتبه بهم في قضايا الإرهاب اليهودي وجرائم الكراهية في إسرائيل”.

وقالت آنذاك: “بن غفير يدافع أمام المحاكم، كمحام، عن اثنين من المراهقين المزعوم تورطهم في هجوم بقرية دوما بالضفة الغربية، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد عائلة دوابشة”.

وكان مستوطنون ألقوا مواد حارقة على منزل عائلة دوابشة، وهم نيام، في يوليو/تموز 2015، ما أدى إلى مقتل أب وأم وطفل يبلغ من العمر (18 شهراً)، إضافة إلى التسبب في حروق كبيرة لطفل عمره 4 سنوات.

وأشارت هآرتس إلى أن بن غفير دافع أمام القضاء، أيضا عن المستوطن دانيال بينر، من مستوطنة تبوح (شمالي الضفة الغربية) الذي تم احتجازه لرقصه بسلاح، في مقطع زفاف مثير ل لجدل احتفالًا بالهجوم على عائلة دوابشة.

كما مثّل موكلاً آخر، طعن يهودياً، بعد أن ظن أنه عربي، ومستوطناً كان متهماً بإضرام النار في كنيسة، بالإضافة إلى مراهق يشتبه في مهاجمته الحاخام أريك أشرمان، من منظمة حاخامات من أجل حقوق الإنسان، الرافضة للاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وغزة.

وقالت هآرتس، إن “بن غفير يدافع عن المتطرفين، بدون مقابل”.

وفي هذا الصدد نقلت عنه قوله: “إنني لا أفعل ذلك من أجل المال، في أفضل السيناريوهات، أُغطي نفقات الوقود الخاصة بي. السبب في أنني أفعل ذلك هو أنني أؤمن حقاً أنني بحاجة إلى مساعدة هؤلاء الأشخاص”.

ودافع بن غفير أيضاً عن شبان التلال، وهم مستوطنون متهمون بالاستيلاء على أراض فلسطينية خاصة، والاعتداء على فلسطينيين، والذين وصفهم بأنهم “ملح الأرض”.

قائلاً: “هؤلاء الأطفال الذين يسكنون قمم تلال يهودا والسامرة (الضفة الغربية) هم أكبر الصهاينة الموجودين”.

ويقول المحامي خالد زبارقة، من مدينة اللد (وسط إسرائيل): “بن غفير متطرف ينتمي إلى المجموعات الإسرائيلية المتطرفة، التي تنفذ عمليات إرهابية ضد الفلسطينيين سواء حرق المزروعات وقتل الفلسطينيين”.

ويضيف زبارقة : “هو ينتمي إلى حزب (كاخ) الذي أسسه مئير كهانا، وهو ينتمي إلى أفكار هذا الحزب، وأيديولوجية هذا الحزب المحظور الذي يدعو إلى طرد العرب وتحويل إسرائيل إلى دولة يهودية بالكامل”.

وتابع: “متطرف، يعتمد على العنف وعلى نشر الفوضى في تنفيذ مخططاته وأيديولوجيته، يحمل أيديولوجية خطيرة جداً، تستهدف الوجود العربي بشكل مباشر”.

وأكمل: “يعتقد أن يهودية الدولة، بمفهومه، تعتمد بالأساس على طرد العرب وإقامة دولة يهودية وهو يحمل أفكار متطرفة جداً”.

ويقول مركز مساواة، لحقوق المواطنين العرب في إسرائيل (غير حكومي)، على موقعه الإلكتروني: “كان إيتمار بن غفير جزءاً من حزب (كاخ)، الراديكالي، والذي حظرته الحكومة الإسرائيلية في نهاية المطاف في عام 1994”.

وأضاف: “على الرغم من الادعاء بأن حزبه المتطرف، لا يتبع نفس الخط الحزبي مثل حزب كاخ، فإنه ما يزال يؤيد ويدافع عن نفس السياسات”.

وتابع: “دعا بن غفير إلى طرد المواطنين العرب الفلسطينيين في إسرائيل، الذين يدّعي أنهم ليسوا موالين للدولة، وكانت هناك صورة معلقة في منزله له مع باروخ غولدشتاين، الذي ذبح 29 مسلماً في الحرم الإبراهيمي عام 1994، لكنه أزالها من أجل الترشح لعضوية الكنيست”.

وتابع: “وزّع بن غفير إعلانات تحرض على أعضاء الكنيست العرب الفلسطينيين، قائلا إنهم (قنبلة موقوتة)، ووزع ملصقات كتب عليها (إما نحن أو هم .. اطردوا العدو العربي). كهانا (زعيم حزب كاخ مائير) على حق”.

وذكرت الصحيفة أن شهرة بن غفير بدأت قبل أسابيع قليلة من اغتيال رئيس الوزر اء الراحل، إسحاق رابين، في نوفمبر/تشرين الثاني 1995، إذ ظهر على شاشة التلفزيون في ذلك الوقت، وهو يلوّح بقطعة مسروقة من سيارة رابين، وهو يهدد: “وصلنا إلى سيارته، وسنصل إليه أيضًا”.

وكان متطرف إسرائيلي، يدعى إيغال عامير اغتال رابين في وسط تل أبيب، بداعي توصله إلى اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين عام 1993.

وأضافت الصحيفة: “وُجه الاتهام إليه أكثر من 50 مرة، بارتكاب أشكال مختلفة من التحريض، لكنه يعتقد أنه قد يكون لديه رقم قياسي وطني في أحكام البراءة، إذ أسقطت التهم الموجهة إليه كلها تقريباً، في نهاية المطاف”.

وعن استيطانه وعائلته بالضفة الغربية يكرر بن غفير قوله للإعلام الإسرائيلي: “أعتقد أننا في مهمة هامة، هناك”.

 المصدر: وكالات

تابعنا على فيسبوك

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن