إبراهيم الأمين للقوى الأمنية : لم يكن جعجع وحده يعلم.. أنتم كنتم تعلمون أيضاً

كتب رئيس تحرير صحيفة الأخبار اللبنانية إبراهيم الأمين مقالاً تحت عنوان “كنتم تعلمون” برهن فيه بالدلائل و المعطيات أن جهات أمنية كانت على دراية بالمخطط الذي حاكته ميليشيات القوات اللبنانية في منطقة الطيونة يوم أمس.

إبراهيم الأمين جريدة الأخبار

و بعد مقدّمة طويلة سرد فيها الأمين التاريخ الإجرامي لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ،توجه نحو الأجهزة الأمنية سارداً : ” وأنت لم تكن وحدك من يعلم بما حصل أمس (قاصداً جعجع)… كل الأجهزة الأمنية والعسكرية، من جيش وقوى أمنية وأجهزة استخبارات على أنواعها، كانت تعلم أيضاً.”
و تابع : “قُدِّمتْ لهم ليل أول من أمس المعلومات المباشرة عما يجري على الأرض، عُرضت لهم المعطيات حول السيارات التي استقدمت مسلحين من زحلة وكسروان ومن عناصر أمنية في معراب أيضاً. وقدّمت لهم المعطيات حول السيارات التي تجوب المنطقة من مار مخايل حتى سباق الخيل وفيها مسلحون تابعون لقواتك اللبنانية، وقدمت لهم المعطيات حول المسلحين المنتشرين عند مداخل الأبنية، وقدّمت لهم المعلومات التي تعرض من يخطط ومن يوزع المهام ومن ينشر العناصر.”
و أضاف :” الجيش فعل ما تفعله قوات الطوارئ الدولية في الجنوب. بدل أن تنتشر هذه القوات لردع العدو، تراقب المعتدى عليهم في الجنوب. هكذا، تماماً، فعل الجيش. بدل أن ينتشر قامعاً الوجود المسلح في عين الرمانة والمداخل المؤدية الى شارع سامي الصلح، انتشر في المناطق التي سيخرج منها المتظاهرون، وهو الذي كان يعلم مسبقاً بخط سير التظاهرة. وعندما جرى سؤاله قال إنه لم ير شيئاً. وكيف يرى إذا لم يكن قد نشر عناصره هناك أساساً. عندما بدأ إطلاق النار على المتظاهرين، ألم يكن هناك جنود ينتشرون في المكان؟ ألم تكن هناك عيون أمنية في المنطقة التي تضمّ قصر العدل والجامعة اللبنانية ومقار رسمية ومراكز قريبة من سفارات ومكاتب دبلوماسية؟ أليست تلك المنطقة التي ينتشر الجيش أصلاً فيها للفصل بين الشبان الذين يختلفون دائماً؟ وعندما بدأ إطلاق النار، وتحدّث الأمنيون عن قناصين، أين كانت طوافات الجيش، أم أنها مجهزة فقط لنقل الضيوف من عسكر الولايات المتحدة ومسؤولين لا يريدون التنقل بسياراتهم بين المناطق!
حتى فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، الذي اشتهر بحرفية جعلته يتعرّف على تفاصيل الجرائم الكبيرة والصغيرة بسرعة البرق، والذي يمتلك شبكات من المخبرين والعاملين في تلك المنطقة وغيرها، ويعرف من خلال علاقاته مع أجهزة أمنية داخلية وخارجية ما يحضّر للبنان، وتعرف قيادته جيداً عقل «القوات اللبنانية» وطريقة تصرفها، كما تعرف ما هو المطلوب من جهات خارجية… كيف سيتصرّف اليوم؟ هل سيكون صعباً عليه اكتشاف ما حصل؟ وهل سيكون متعذراً عليه الوصول الى كاميرات أو استخدام داتا الاتصالات لكشف ما حُضّر له بعناية قبل ساعات طويلة، أم سيقف متفرجاً تاركاً الأمر لمخابرات الجيش خشية حسابات تتصل باعتبارات جهات تمون عليه سياسياً؟”
و تساءل محرر الصحيفة :” وماذا عن أمن الدولة الذي يلاحق كل مخالفة بناء وكل مشكلة بين عاملة منزلية ورب عملها ويمتلك فرقة من المخبرين الذين وُظّفوا لأسباب سياسية أو أمنية، هل غابت عنه الحقيقة أيضاً، وماذا سيفعل؟
هؤلاء أيضا كانوا يعلمون!”
و أردف :” هناك أيضاً من كان يعلم ما يُدبّر في ليل ونهار، من رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود، ومعه أعضاء في المجلس، وقضاة كبار يتقدّمهم المحقق العدلي طارق البيطار، العالم بالقانون والجاهل بالسياسة وعلم الاجتماع، والخبير الروحاني الذي قرر أنه مكلّف من الرب بإنقاذ لبنان وأهله… ألم يكن هؤلاء يعرفون أن ما يقومون به سيؤدي الى ما حدث أمس؟ ألم يُقل لهم بوضوح إن التسييس الفاضح والغلوّ في خدمة الخارج سيقود الى مواجهات في الشارع، فلم يأبهوا، ويصلون الليل بالنهار لحماية مشروع لا نتيجة له سوى توريط البلاد في فتنة من بوابة تفجير المرفأ… نعم هؤلاء أيضاً كانوا يعلمون!”

إبراهيم الأمين
محرر جريدة الأخبار إبراهيم الأمين

تابعنا على فيسبوك

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن