أوروبا : تحذيرات علمية من الاعتماد على نوع واحد من اللقاحات , بعد الإعلان المفاجئ الذي صدر مساء الأربعاء عن المفوضية الأوروبية بلسان رئيستها أورسولا فون دير لاين، التي قالت إن الاتحاد الأوروبي سيتسلم 50 مليون جرعة إضافية من لقاح «فايزر» قبل نهاية يونيو (حزيران) المقبل وإن مفاوضات تجري مع هذه الشركة لشراء 108 مليار جرعة في العامين المقبلين، حذرت أوساط علمية من عواقب محتملة للمراهنة على لقاح واحد رغم الفعالية العالية التي أظهرها وعدم نشوء آثار جانبية خطرة عنه حتى الآن، مذكرة بأن هذا اللقاح يعتمد تقنية جديدة لم تسبق تجربتها سابقا.
ومن المنتظر أن يتسلم الاتحاد الأوروبي 250 مليون جرعة من لقاح «فايزر» من الآن حتى نهاية النصف الأول من العام الجاري، ما يعني عملياً تهميش لقاحي «أسترازينيكا» و«جونسون آند جونسون» اللذين واجها عدة انتكاسات في الأسابيع الأخيرة، كان أبرزها ظهور حالات تخثر دموي، أدى بعضها إلى الوفاة إثر تناول هذين اللقاحين، وقرار بعض السلطات بتعليق استخدامهما مؤقتاً.
وجاء في عريضة موقعة من خبراء أوروبيين في العلوم الفيروسية والوبائية أنه من السابق لأوانه إصدار الحكم النهائي على اللقاحات التي تستخدم تقنية RNA المرسال من حيث الآثار الجانبية المحتملة، التي يمكن أن يولدها، سيما وأن هذه التقنية لها مفعول طويل الأمد لا يعرف الكثير عنه في الوقت الحاضر. وينصح الخبراء بعدم التخلي عن الخيارات الأخرى التي تعتمد التقنية اللقاحية التقليدية المجربة منذ عقود.
وتجدر الإشارة أن التقنية المعتمدة لتطوير وإنتاج لقاحي «فايزر» و«مودرنا» هي نفسها التي تجرى أبحاث حولها منذ ما لا يقل عن عشر سنوات لتطوير علاجات أو لقاحات ضد بعض الأورام السرطانية، لكن من غير التوصل إلى نتيجة عملية نهائية حتى الآن.
وكانت فون دير لاين قد شددت على «ضرورة التركيز على التكنولوجيا التي أظهرت مستويات عالية من الفعالية والأمان»، مضيفة أن «لقاحات RNA هي مثال واضح على ذلك»، كاشفة أن المفاوضات الجارية مع شركة «فايزر» لشراء 108 مليار جرعة لقاح من الآن حتى نهاية العام 2023 قد بلغت مرحلة متقدمة جداً، وأن هذه الشركة أوفت بكل التعهدات المقطوعة، وبالتالي «يمكن الاعتماد عليها لتلبية احتياجاتنا اللقاحية».
وأفادت مصادر المفوضية أن توزيع اللقاحات في الاتحاد الأوروبي تجاوز عتبة المائة مليون جرعة، وأن المواطنين الذي حصلوا على الجرعتين اللازمتين للتحصين ضد الوباء بلغ 27 مليوناً. من جهته، أفاد المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض السارية والوقاية منها، أن 63٪ من الجرعات التي وزعت حتى الآن في بلدان الاتحاد هي من لقاح «فايزر»، وأن 7٪ هي من لقاح «مودرنا».
وتدل هذه الأرقام بوضوح أن الاتحاد الأوروبي يتجه إلى المراهنة بشكل حصري تقريباً، على اللقاح الذي تنتجه شركة «فايزر» وطورته الشركة الألمانية «بيونتيك» التي كانت مغمورة قبل الجائحة، واستبعاد اللقاحات الأخرى.
ولم يغب عن أحد أن هذا الإعلان على لسان رئيسة المفوضية جاء بعد ساعات على إعلان شركة «جونسون آند جونسون» قرارها تأجيل تسليم الدفعات الأولى من لقاحها إلى الاتحاد الأوروبي، بعد التحذير الذي صدر عن السلطات الصحية الأميركية التي قررت تعليق استخدامه مؤقتاً ريثما تنجلي ملابسات حالات التخثر الدموي التي أصابت عدداً ضئيلا من الذين تناولوه وأدى بعضها إلى الوفاة.
وفي رسالة مفتوحة وقعها 170 من الرؤساء السابقين وحملة جائزة نوبل، دعت هذه الشخصيات إلى تعليق العمل ببراءات الاختراع لإنتاج اللقاحات بهدف تمكين البلدان النامية من صناعتها وتسريع وتيرة حملات التلقيح التي تسير ببطء شديد في هذه البلدان، ما يهدد بإفساح المجال أمام الفيروس لتطوير طفرات جديدة وإلحاق المزيد من الضرر.
وطلب الموقعون على هذه الرسالة، ومن بينهم الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق غوردون بروان، من الرئيس الأميركي جو بايدن أن ينضم إليهم.
اقرأ أيضا
قم بكتابة اول تعليق